المعبد اليهودي

المعبد اليهودي

The Jewish Temple

قبل ظهور المعبد اليهودي كمؤسسة كان الناس يصلون فقط في الأماكن التي تعتبر مقدسة، لأنهم كانوا يعتقدون أنها أماكن تسكنها الآلهة، أو ظهرت فيها، أو أنها أماكن وقعت فيها معجزات كبيرة. لم يكن يخطر في البال في العالم القديم عبادة أي إله إلا في المكان الذي يمكن أن تسمع فيه الصلاة أو تتذوق فيه القربان، وهذا ينطبق في إسرائيل على الموحدين وعلى الوثنيين من أي نوع كانوا. وكان المعبد اليهودي، أول مكان للعبادة استمد قدسيته ليس من مكان وجوده، بل من النشاط الذي يتم داخله. ولقد كان وراء هذا التغيير في طبيعة قدسية المكان فكرة أن الله الواحد في ديانة التوحيد هو إله العالم كله، وبإمكانه إجابة دعوة الداعي في أي مكان وفي أي وقت. وهكذا أصبح ظهور المعبد اليهودي رمزا ملموسا لوحدانية الله وعالميته في الديانة اليهودية. إن أصل المعبد اليهودي كمكان أداء الصلاة مفقود في ضباب العصور القديمة. ومع القرن الأول في العصر الحالي أصبح مؤسسة ثابتة. ومن المحتمل جدا أن اليهود المنفيين في بابل بعد خراب الهيكل الأول سنة 586 قبل الميلاد هم الذين أقاموا أماكن للصلاة ليستطيعوا الاجتماع فيها للتعبد أيام السبت والأعياد. ونظرا لعدم تمكنهم من تقديم القربان والأضاحي لأن ذلك مطلوب فقط في الهيكل في القدس، فإنهم قاموا بأنشطة تعويضية ليعبروا من خلالها عن حبهم وطاعتهم لله. ولما سمح للمنفيين بالعودة وإعادة بناء الهيكل فقد كانت هناك معابد جنبا إلى جنب مع الهيكل حتى تم التدمير الأخير له سنة 70 ميلادي (العصر الحالي). كان الهيكل يمثل وجـود الله بين بني إسرائيل وعلى غرار الكعبة، المذكورة في القرآن ״بالبيت״ أي بيت الله، فإن هيكل القدس كان يسمى بيت الله، بالرغم من أن التوراة وضحت بأن الله غير محدد بالمكان. وكان الهيكل بمثابة مركز العالم، وجبله كان بمثابة نقطة الإنطلاق إلى السماء. وعندما أصبح الهيكل معدوما كان بناء المعابد يتم بحيث تكون باتجاه المدينة المقدسة ليتم توجيه الصلوات صوبها. إن إمام شريعة الصلاة اليهودية ليس بالضرورة أن يكون كاهنا أو رجل دين رسمياً كما هو الحال في الإسلام، فالإمام بكل بساطة هو إنسان متّقٍ من بين أعضاء الجالية، لديه معرفة بما فيه الكفاية للقيام بإمامة الجماعة في أداء الصلاة. لا توجد قوانين معينة تنظم شكل بناء المعبد، وبالتالي فإن بيوت العبادة اليهودية تعكس عادة شكل البنيان المحلي في فترة معينة. ولقد بني كثير من المعابد في الغرب على الطراز الأندلسي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين لتمييزها عن الكنائس المسيحية وإعطائها شكلا يليق بمعبد كبير، وتعكس اليوم مباني المعابد أحيانا بعض أشكال الهندسة المعمارية الحديثة الجريئة.
  • التغطية
  • صفحة عنوان الكتاب
  • صفحة حقوق التأليف والنشر
  • المعبد اليهودي
    • (1)
    • (2)
    • (3)
    • (4)
    • (5)
    • (6)
    • (7)
    • (8)
    • (9)
    • (10)
    • (11)
    • (12)
    • (13)

Subjects

    SUBSCRIBE TO OUR NEWSLETTER

    By subscribing, you accept our Privacy Policy